تشريعات جديدة في الإمارات تهدف لحماية الطلاب عبر حافلات آمنة من الحرائق

تولي دولة الإمارات سلامة الطلاب أهمية بالغة، وقد اتخذت خطوة جديدة لتعزيز معايير حافلات المدارس. اعتباراً من 15 أبريل 2025، أصبحت الحافلات الآمنة من الحرائق إلزامية في جميع أنحاء الدولة. يتوجب على جميع الحافلات المدرسية الآن أن تكون مزودة بنظام أوتوماتيكي لإخماد الحرائق بهدف منع الحوادث المرتبطة بالحرائق.

وقد تم إصدار هذا القرار بموجب اللائحة التنظيمية UAE S 5041:2021، والتي دخلت حيّز التنفيذ رسمياً. ويتوقع المسؤولون أن يسهم هذا الإجراء في حماية ما يقرب من 500,000 طالب يستخدمون أكثر من 17,000 حافلة مدرسية يومياً في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ما هي الحافلات الآمنة من الحرائق؟

الحافلات الآمنة من الحرائق مزودة بتقنيات متقدمة يمكنها اكتشاف الحرائق وإخمادها تلقائياً.

تستهدف هذه الأنظمة المناطق الحيوية في المحرك، وهي المواقع التي تنشأ فيها معظم الحرائق، مما يقلل من المخاطر خلال ثوانٍ معدودة. عند اكتشاف حريق، يتم تفعيل النظام على الفور ويُطلق مادة خاصة لإخماد الحريق.

يستمر هذا النظام في العمل حتى إن لم يكن السائق على علم بوجود الحريق أو في حال كان المحرك مطفأ. ويُستخدم هذا النوع من الأنظمة على نطاق واسع في صناعات أخرى مثل التعدين والإنشاءات. والآن، يتم تطبيقه في قطاع النقل المدرسي بهدف تعزيز سلامة الأطفال.

لماذا يُعتبر هذا القرار مهماً؟

الهدف الأساسي من القرار هو حماية الأطفال خلال رحلاتهم اليومية من وإلى المدرسة. ففي مناخ حار كالإمارات، قد يشكل ارتفاع حرارة المحركات خطراً كبيراً يؤدي إلى اندلاع حرائق. ويعمل هذا النظام الجديد على القضاء على هذا الخطر من خلال إضافة طبقة إضافية من الحماية. ويعتقد المسؤولون أن هذه الخطوة ستعزز بشكل كبير الثقة في سلامة النقل المدرسي.

وسيتمكن الأهالي من إرسال أطفالهم إلى المدرسة وهم أكثر طمأنينة بمعرفة أن الحافلات التي تقلّ أبناءهم آمنة من الحرائق. كما تُعد هذه المبادرة جزءاً من جهد أوسع لإنشاء بنية تحتية ذكية وأكثر أماناً في الدولة. وهي تعكس التزام دولة الإمارات بمعايير السلامة الاستباقية واعتماد أحدث التقنيات.

يشمل هذا القرار جميع الحافلات المدرسية التي تعمل في كل من القطاعين العام والخاص. وتلزم الحكومة الآن مزوّدي خدمات النقل بتحديث الحافلات القديمة من خلال تركيب أنظمة إخماد الحرائق. أما الحافلات الجديدة، فيجب أن تكون مزودة مسبقاً بهذه التقنية.

ويعمل المورّدون والمصنّعون بالتعاون الوثيق مع المدارس لضمان تنفيذ عمليات التركيب بسرعة وبما يتماشى مع اللوائح. كما يتم تقديم تدريبات خاصة للسائقين والكادر المدرسي لشرح كيفية عمل هذا النظام. وستبدأ الجهات المعنية بإجراء عمليات تفتيش صارمة للتأكد من الالتزام الكامل باللوائح.

وقد تفرض الجهات المختصة غرامات وعقوبات على الحافلات التي لا تلتزم بالمعايير الجديدة. ويُعد هذا التنظيم معياراً جديداً للسلامة لا على مستوى الإمارات فقط، بل على مستوى المنطقة أيضاً.

الخلاصة

يمثّل قرار دولة الإمارات بفرض استخدام الحافلات الآمنة من الحرائق على مستوى الدولة خطوة مهمة تعكس التزامها بتعزيز سلامة النقل المدرسي وحماية الأطفال. ومن خلال اعتماد أنظمة إخماد الحرائق الأوتوماتيكية، تؤكد الحكومة توجهها نحو تطبيق معايير أمان متقدمة تعزز ثقة الأسر في وسائل النقل المدرسي.

هذا التوجه لا يصب فقط في مصلحة الطلاب، بل يعود بالنفع أيضًا على السائقين والمدارس من خلال رفع مستوى السلامة العامة. ومع انتشار هذه الأنظمة، سيشعر أولياء الأمور براحة واطمئنان أكبر عند إرسال أطفالهم إلى المدرسة في حافلات مجهّزة بتقنيات الحماية من الحرائق.

شاركنا رأيك في التعليقات أدناه، ولا تنسَ متابعة مدونة عرب ويلز لمزيدٍ من الأخبار حول النقل والسلامة والتقنيات في دولة الإمارات.