موسم السفاري الشتوي يشهد إنفاق عشاق الطرق الوعرة في الإمارات مبالغ كبيرة على التعديلات
تغيب الشمس خلف الكثبان، فتتحول الرمال إلى بحر متلألئ بلون الذهب. نسيم بارد ينساب في الأجواء، وصوت المحركات يعلو من بعيد. إنها اللحظة التي ينتظرها عشاق الطرق الوعرة طوال العام. موسم السفاري الشتوي يقترب، وورش الصيانة في مختلف أنحاء الإمارات تعج بالسيارات.
من المصنع إلى جاهزية السفاري
في القوز، يتردد صدى أدوات الميكانيكيين على الجدران الخرسانية، بينما تُرفع سيارات الدفع الرباعي الضخمة لاستبدال الإطارات القياسية بإطارات قوية مخصصة لجميع التضاريس، وتركيب الونشات القادرة على إخراج جمل من الرمال المتحركة.
بالنسبة للبعض، تصل الفاتورة إلى حوالي 10 آلاف درهم مقابل رفع مناسب، وإطارات مخصصة للطرق الوعرة، وصفائح حماية أسفل السيارة.
أما آخرون، فينفقون ما يصل إلى 80 ألف درهم لتركيب أنظمة تعليق مخصصة، ومداخل هواء مرتفعة (سنوركل)، وضبط المحركات، وحتى تجهيز السيارة بخيام سقف تجعل من اللاند كروزر مركبة مغامرات فاخرة. يقول محمد مجيب من ورشة Off Road Motors Garage: “الأمر ليس مجرد تعديلات، إنها عملية تحول كاملة، وفي النهاية تصبح السيارة وحشًا مختلفًا تمامًا.”

مطاردة الكثبان والغروب
مع دخول شهر نوفمبر، تنطلق قوافل من مركبات الطرق الوعرة الجاهزة للرمال باتجاه لحباب أو سويحان. يقوم السائقون بتفريغ ضغط الإطارات، وفحص أجهزة الاتصال اللاسلكي، وتحمية المحركات قبل مواجهة أول كثيب ذهبي. لكن موسم السفاري الشتوي ليس مجرد تسلق منحدرات حادة أو اختراق الرمال الناعمة بالقوة، بل هو أيضًا روح الجماعة.
تمتلئ أجهزة اللاسلكي بالضحكات، ويتقاسم الأصدقاء أكواب الكرك وقت الغروب، ودائمًا هناك من يحضر الشواية لسهرة شواء متأخرة تحت نجوم الصحراء.
السلامة تحت المجهر
الإثارة في ذروتها، لكن الاهتمام بالسلامة حاضر بنفس القوة. المخضرمون يؤكدون على أهمية حبال السحب، وهياكل الحماية، وأجهزة التتبع GPS، والسفر ضمن مجموعات. الشرطة تكرر النصيحة، مذكّرة السائقين أن حتى السيارة الأكثر تجهيزًا تحتاج لمهارة خلف المقود. كثير من الأندية تنظم أيام تدريبية ليتعلم المبتدئون كيفية القيادة دون أن تتحول إطاراتهم إلى ضحايا الرمال.
شغف متزايد
كل عام، يجذب موسم السفاري الشتوي عددًا متزايدًا من الزوار، بدءًا من المبتدئين الذين يستأجرون مركبة دفع رباعي أساسية، وحتى المحترفين الذين يطورون سياراتهم للمرة العاشرة. متاجر الإكسسوارات تعتبره موسم أرباح ذهبي؛ رفوف حوامل السقف تفرغ بسرعة، أضواء الـLED تنفد من السوق، وخبراء أنظمة التعليق يعملون حتى ساعات متأخرة من الليل.
بالنسبة للكثيرين، هذا الموسم أكثر من مجرد هواية؛ إنه مزيج بين تقليد إماراتي، وإبداع ميكانيكي، وعشق لجمال الصحراء البكر.

الخلاصة
موسم السفاري الشتوي ليس مجرد رحلة إلى وجهة معينة، بل هو رحلة التحضير، والتعديلات، والقصص التي تُروى حول نيران المخيم. سواء أنفقت 10 آلاف درهم أو 80 ألف درهم، فكل درهم يُصرف هو وقود لمغامرة تستحق التذكر.
هل ستشارك في سفاري الصحراء الشتوي في الإمارات بسيارتك؟ شاركنا قائمة تعديلاتك في التعليقات، وواصل متابعة مدونة عرب ويلز لمزيد من مغامرات السيارات في الإمارات.