مبيعات بورشه ماكان: بداية جديدة تروي قصة مختلفة
مبيعات بورشه ماكان مؤخرًا شكلت أحد أكثر الأخبار صدمة من شتوتغارت خلال السنوات الأخيرة. فقد تحولت السيارة الـ SUV المدمجة المحبوبة بشكل كبير إلى النسخة الكهربائية، حيث أصبح حوالي 60% من المشترين يفضلون النسخة الكهربائية على النسخة التقليدية التي تعمل بمحرك بنزين. وهذه ليست مجرد موضة، بل تحول جذري.
تُظهر أرقام مبيعات بورشه ماكان القصة بشكل مثالي. ففي النصف الأول من هذا العام، سلمت بورشه 45,137 ماكان عالميًا. وهذا يعد ارتفاعًا صحيًا بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي، مما جعله طرازها الأكثر مبيعًا. شكلت نسخة ماكان الكهربائية 25,884 من هذه المبيعات. في حين أن النسخة التي تعمل بالبنزين تمكنت من بيع 19,253 سيارة.
هل انتهى الأمر بالنسبة لمحركات البنزين؟
ليس بعد. لكن إليكم المفاجأة: اختفى طراز بورشه ماكان الأصلي من صالات العرض الأوروبية في يوليو الماضي، ليس بسبب قوانين الانبعاثات، بل بسبب القوانين الجديدة المتعلقة بالأمن السيبراني. تخيلوا ذلك. سيارتك الفاخرة بحاجة إلى حماية رقمية مثل جهاز كمبيوتر حكومي.
وبغياب أوروبا من المعادلة، استطاع طراز ماكان الذي يعمل بالبنزين أن يحقق مبيعات جيدة. مما جعل مسؤولي بورشه يلتفتون لهذا الأمر. فقد أدركوا أن هناك ما يزال طلبًا على المحركات التقليدية، إلى حد أنهم يفكرون في إطلاق سيارة كروس أوفر جديدة تعمل بالبنزين لسد الفجوة.
فكر في الأمر على أنه خليفة روحي لماكان، ربما يشارك بعض الأجزاء مع اودي Q5 الجديدة. لكن التوقيت لن يكون مثاليًا. سيتم إيقاف طراز ماكان الحالي في عام 2026. في حين أن كروس أوفر البنزين الجديدة لن تصل حتى نهاية العقد. وهذه فجوة كبيرة لعشاق المحركات التقليدية.
البقية في التشكيلة تتعرض للضرر
جاءت سيارة كاين في المركز الثاني بمبيعات وصلت إلى 41,873 وحدة. قد يبدو هذا الرقم مثيرًا للإعجاب، ولكن عند النظر إلى أنه انخفض بنسبة 23% مقارنة بالعام الماضي، يبدو الأمر أقل إثارة. تعزو بورشه ذلك إلى مشاكل في التوقيت والمبيعات القوية في العام السابق. ستظهر نسخة كاين الكهربائية في وقت لاحق من هذا العام، لكن من المتوقع أن لا تساهم في زيادة الأرقام حتى عام 2026.
تمكنت سيارة 911 الأسطورية من احتلال المركز الثالث بمبيعات بلغت 25,608 وحدة. حتى هذه السيارة الرياضية الشهيرة لم تنجُ من التراجع، حيث شهدت انخفاضًا بنسبة 9% مقارنة بالعام الماضي. تقول بورشه أن هذا الانخفاض يعكس التحول إلى الجيل المحدث 992.2. وهذا منطقي.
فاجأت باناميرا الجميع بنمو مبيعاتها. حيث قفزت المبيعات بنسبة 13% إلى 14,975 وحدة. يبدو أن سيارات الصالون التنفيذية ما زالت تجد مكانًا لها في السوق. وعلى عكس بعض الطرازات الأخرى، ستستمر باناميرا في استخدام محركات البنزين حتى ثلاثينيات القرن المقبل
القوانين الأوروبية تضرب مجددًا
تحكي سيارتي البوكستر وكايمان قصة حزينة. فقد اختفت هاتان السيارتان الرياضيتان ذات المحرك الوسطي من الأسواق الأوروبية العام الماضي. نفس القوانين المتعلقة بالأمن السيبراني التي قضت على سيارة بورشه ماكان الأصلية. انخفضت المبيعات العالمية بنسبة 12% لتصل إلى 10,496 وحدة فقط. ستنتهي عملية الإنتاج في أكتوبر المقبل. استبدالات كهربائية في الطريق، لكن النسخ التي تعمل بالبنزين ستظل موجودة.
تتواجد سيارة تايكان في أسفل القائمة مع 8,302 عملية تسليم. وهذا انخفاض بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي، ويتبع انهيارًا حادًا بنسبة 49% في عام 2023. لا يزال رئيس بورشه في ألمانيا يصفها بـ “أفضل سيارة كهربائية في العالم”، لكن السوق يبدو أقل اقتناعًا.
الخلاصة
انخفضت مبيعات بورشه في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 6% لتصل إلى 146,391 وحدة، لكن مبيعات شمال أمريكا ارتفعت بنسبة 10% لتصل إلى 43,577 وحدة. تراجعت المبيعات في أوروبا بشكل حاد، حيث انخفضت المبيعات في ألمانيا بنسبة 23% لتصل إلى 15,973 وحدة، بينما انخفضت مبيعات باقي أوروبا بنسبة 8% لتصل إلى 35,381 وحدة، وذلك بسبب إيقاف بعض الطرازات الرئيسية والتغييرات التنظيمية التي أثرت على التشكيلة.
لقد سرعت بورشه من انتقالها نحو السيارات الكهربائية، وتشير مبيعات بورشه ماكان إلى أن التبني قوي، مما يدل على تحول نحو التنقل الكهربائي. صناعة السيارات تتطور بسرعة، ونجاح بورشه مع سيارات الدفع الرباعي الكهربائية يظهر أن السيارات الكهربائية الفاخرة يمكن أن تنجح عند تنفيذها بشكل جيد.
شكرًا لك على قراءة المقال حتى النهاية. دعنا نعرف رأيك في التعليقات أدناه. تابع مدونة عرب ويلز لمزيد من المحتوى مثل هذا.