سيارة البابا الشهيرة تتحول إلى عيادة متنقلة لأطفال غزة كانت سيارة البابا الشهيرة، والمعروفة باسم “بوبيموبيل”، تحمي البابا خلال ظهوراته العامة، أما اليوم فقد أصبحت هذه السيارة البيضاء تقدم الرعاية الطبية للأطفال الذين يعيشون في مناطق الصراع.
الرعاية المتنقلة للأطفال في غزة
بدأت “بوبيموبيل” كإجراء أمني بعد محاولة اغتيال في عام 1981. كان البابا يوحنا بولس الثاني بحاجة إلى الحماية أثناء بقائه مرئيًا للجماهير. أصبحت السيارة أيقونية بفضل جناح الزجاج المقاوم للرصاص. على مر السنين، نقلت عدة نسخ من هذه السيارة الباباوات في أنحاء العالم.
لم يتوقع أحد أن ينتهي هذا الرمز الأمني البابوي في غزة. ومع ذلك، ها هي الآن، وقد تحولت إلى شيء مختلف تمامًا. أصبحت المقصورة المقاومة للرصاص الآن تحتوي على المعدات الطبية. بدأت هذه التحويلة الرائعة بعد تبرع بابوي فاجأ المنظمات الإنسانية الدولية.
تلبية الاحتياجات الحرجة
تواجه غزة أزمة صحية شديدة بعد شهور من الصراع. العديد من المستشفيات توقفت عن العمل. الإمدادات الطبية في حالة نقص حاد. الأطفال هم أكثر من يعاني في هذه الظروف القاسية. أصبح الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية شبه مستحيل في العديد من المناطق.
تصل العيادة المتنقلة إلى الأحياء التي تُقطع عن الرعاية الصحية المعتادة. يعالج الأطباء الأمراض الشائعة قبل أن تصبح خطيرة. كما يقدمون اللقاحات والفحوصات لأولئك الذين يحتاجون إليها بشدة. مظهر السيارة المميز يجعلها سهلة التعرف بالنسبة للأسر المحلية.
تقول الدكتورة أميرة خالد: “نرى حوالي ثلاثين طفلًا كل يوم”. “قد تكون عيادة البوبيموبيل هي الرعاية الطبية الوحيدة التي يحصلون عليها خلال شهور.” يعمل الطاقم التطوعي بلا كلل لتعظيم تأثير هذه المورد الفريد.
تحويل السيارة
واجه المهندسون تحديات فريدة في تحويل هذه السيارة المتخصصة. تم الاحتفاظ بنوافذها المقاومة للرصاص ولكن تم إعادة تكييف المساحة الداخلية. يساعد هيكل السيارة المقوى على التنقل عبر الطرق التالفة في غزة. تم أخذ اعتبارات خاصة لتحويل المساحة إلى بيئة صديقة للأطفال وفعالة.
الأطفال المحليون لا يعرفون تاريخ السيارة. هم فقط يعرفونها كمصدر للمساعدة التي تصل إلى حيهم. يركض بعضهم بجانبها، ويسمونها سيارة الطبيب. كثيرًا ما يصطف الأهالي لساعات قبل وصول السيارة.
تحمل العيادة الأدوية الأساسية وأدوات التشخيص. يعمل مولد صغير على تشغيل المعدات الطبية الأساسية. يتكون الطاقم الطبي من طبيبين وممرضة يعملون في الوحدة المتنقلة ستة أيام في الأسبوع. وهم يحتفظون بسجلات دقيقة لضمان استمرارية الرعاية للمرضى العائدين.
الخلاصة
تظهر عيادة “بوبيموبيل” كيف يمكن للرموز أن تتطور لتلبية الاحتياجات العاجلة. كانت هذه السيارة في يوم من الأيام تحمي شخصًا واحدًا. أما الآن، فهي تساعد في إنقاذ حياة مئات الأطفال كل شهر. تمثل رحلتها من مدينة الفاتيكان إلى غزة رمزًا للأمل في أماكن غير متوقعة.
ما رأيك في هذه الطريقة الإبداعية لإعادة التدوير؟ شاركنا أفكارك في التعليقات أدناه. تابع مدونة عرب ويلز للمزيد من القصص الفريدة حيث يلتقي تاريخ السيارات بالعمل الإنساني.
