تحديثات تسلا لموديل S وX: تغييرات بسيطة بأسعار أعلى
أطلقت تسلا مؤخرًا النسخ المحدّثة من موديل S و X، لكن بصراحة؟ التغييرات محدودة جدًا لدرجة أنك قد تحتاج إلى عدسة مكبرة لتلاحظها.
ما الجديد فعليًا؟ (المفاجأة: ليست كبيرة)
تسلا تزعم أن هذه النسخ المحدّثة أصبحت “أكثر هدوءًا من الداخل”. فقد قاموا بتحسين عزل الضجيج الناتج عن الرياح والطريق، وأضافوا تقنية متقدمة لعزل الضوضاء. لكن هل ستشعر بذلك أثناء تشغيل الموسيقى بأعلى صوت؟ من غير المحتمل.
وتقول الشركة أيضًا إن جودة القيادة قد تحسّنت. حيث أُجريت تعديلات على نظام التعليق وبعض القطع المساعدة لتوفير تجربة قيادة أكثر سلاسة. مع ذلك، لم تكشف تسلا أي تفاصيل تقنية واضحة عن هذه التعديلات. خطوة معتادة من تسلا.
أما التغيير الأوضح فهو توفر لون طلاء جديد باسم “Fost Blue” لكلا الطرازين. على ما يبدو، تعتقد تسلا أن ما كان ينقص مشتري سيارات الفخامة الكهربائية هو درجة جديدة من اللون الأزرق.

أخيرًا حصل موديل S وموديل X، وهما الطرازان الرائدان من تسلا، على التحديث الذي طال انتظاره. لكن قد يشعر عشاق العلامة ببعض الإحباط.
تحسينات داخلية… إلى حدٍ ما
في الداخل، أضافت تسلا إضاءة محيطية ديناميكية – تبدو فاخرة، أليس كذلك؟ أما موديل X فقد حصل على مساحة أكبر في الصف الثالث من المقاعد وكذلك في مساحة التخزين الخلفية، وهي نقطة إيجابية فعلية للعائلات التي تحتاج لنقل الأطفال والمعدات.
أما المقود المثير للجدل على شكل عصا قيادة الطائرة، فما زال موجودًا. وتسلا تطلب 1,000 دولار إضافية مقابله في فئة بليد، لأنه على ما يبدو لا شيء يعبّر عن “الفخامة” أكثر من دفع مبلغ إضافي مقابل مقود يشبه طائرة مقاتلة.

تغييرات الأداء: بين الجيد والمربك
هنا تبدأ الأمور في أن تصبح غريبة. موديل S بليد حصل على “تصميم خارجي محدّث”، وتقول تسلا إنه مُحسَّن من أجل الثبات عند السرعات العالية. يبدو واعدًا، أليس كذلك؟ لكن الحقيقة عكس ذلك. السرعة القصوى انخفضت فعليًا من 200 ميل في الساعة إلى 149 ميل في الساعة. هذا انخفاض كبير بمقدار 51 ميلًا في الساعة.
صحيح أن السيارة ما زالت تتسارع من 0 إلى 60 ميلًا في الساعة خلال 2.5 ثانية، لكن بالنسبة لسيارة يتجاوز سعرها 100,000 دولار، فإن فقدان السرعة القصوى يُعتبر تراجعًا.
التصاميم الجديدة للعجلات، بحسب تسلا، تهدف إلى تحسين الديناميكا الهوائية وزيادة مدى القيادة. وهذا على الأقل يُعد تطورًا عمليًا.
تحسينات المدى: الورقة الأقوى لدى تسلا
هنا تقدم تسلا أداءً فعليًا يستحق الإشادة. موديل S المدى الطويل Long Range يوفّر الآن مدى يصل إلى 410 أميال في الشحنة الواحدة. وهذا رقم مثير للإعجاب فعلًا في سوق السيارات الكهربائية اليوم. أما موديل S بليد، فقد وصل إلى مدى 368 ميلًا، بزيادة عن النسخ السابقة.
موديل X أيضًا شهد تحسنًا ملحوظًا. إذ بات يقطع مسافة 410 أميال، أي بزيادة 38 ميلًا عن السابق. أما نسخة X بليد، فقد ارتفع مداها إلى 335 ميلًا، بزيادة قدرها 21 ميلًا. هذه الأرقام تهم فعليًا لمن يخطط لرحلات طويلة على الطرقات.
واقع التسعير
رغم أن التحديثات كانت محدودة، رفعت تسلا الأسعار بمقدار 5,000 دولار عبر جميع الطرازات. موديل S يبدأ الآن من 86,630 دولار. أما نسخة بليد؟ فتبلغ 101,630 دولار. مبلغ كبير مقابل تحسينات طفيفة.
موديل X يبدأ من 91,630 دولار لنسخة الدفع الكلي AWD، بينما تصل نسخة بليد إلى 106,630 دولار.

سياق المنافسة
بينما تواصل تسلا إدخال تحديثات طفيفة على سياراتها، يقوم المنافسون بتقديم سيارات تحمل تغييرات حقيقية وملموسة. سيارات مثل كيا EV6، وهيونداي أيونيك 6، ولوسيد آير، وبي إم دبليو iX، وفورد F-150 لايتنينغ أصبحت جميعها خيارات حقيقية الآن. تقدم بي إم دبليو iX مستوى أعلى من الفخامة والإعتمادية، بينما تفي لوسيد آير دريم بوعودها من حيث المدى.
أما مرسيدس EQS، فتوفر الحرفية الفاخرة التقليدية التي لطالما عُرفت بها. ميزة تسلا التكنولوجية لم تعد حاسمة كما كانت في السابق.
الخلاصة
تبدو تحديثات تسلا أشبه بأعمال صيانة دورية أكثر من كونها ابتكارًا حقيقيًا. صحيح أن تحسين المدى خطوة إيجابية، لكن التغييرات الأخرى تبدو هامشية، مثل تحسين بسيط في العزل الصوتي أو إضافة إضاءة محيطية، وكل ذلك مقابل زيادة 5,000 دولار في السعر.
تواصل تسلا إنتاج سيارات كهربائية ممتازة، لكن هذه التحديثات على الأرجح لن تُدهش العملاء أو تدفعهم لتفضيلها على سيارات بي إم دبليو أو مرسيدس أو لوسيد. إذ تبدو طرازات تسلا الرائدة وكأنها أصبحت خارج دائرة التركيز مقارنة بالاهتمام الأكبر الموجّه لطرازي موديل 3 وموديل Y.
من يبحث عن سيارة كهربائية فاخرة ما زال بإمكانه اعتبار تسلا خيارًا مطروحًا، لكن لا يتوقع تغييرات ثورية في هذه النسخ. الابتكار الحقيقي يحدث حاليًا في أماكن أخرى داخل سوق السيارات الكهربائية.
شكرًا لقراءتكم حتى النهاية. شاركونا آراءكم في التعليقات، واستمروا بمتابعة مدونة عرب ويلز للمزيد من هذا النوع من المحتوى.
