انهيار أسهم بورشه بنسبة 10% بعد اعتراف الرئيس التنفيذي بخطأ كبير في استراتيجية السيارات الكهربائية

0 42

تكبّدت أسهم بورشه أسوأ خسارة يومية منذ سنوات بعد أن أقرّ الرئيس التنفيذي أوليفر بلوم بوجود خطأ كبير في استراتيجية المركبات الكهربائية. حيث هبطت أسهم شركة صناعة السيارات الألمانية بنسبة 10% عقب الإعلان عن تأجيلات كبيرة في الطرازات وخفض حاد في الأرباح. وشهدت صناعة السيارات صدمة جماعية بينما تراجعت إحدى أكثر العلامات التجارية مكانةً في العالم عن مسارها السابق.

التحول الاستراتيجي بمليارات الدولارات

قدّمت الشركة، التي تتخذ من شتوتغارت مقرًا لها، جرعة مؤلمة من الواقع للمستثمرين في 19 سبتمبر. فقد أدى التحول الاستراتيجي إلى خفض الأرباح بمقدار 2.1 مليار دولار وتسبب في انهيار كبير في قيمة الأسهم. كما خفّضت الشركة توقعاتها لهامش التشغيل لعام 2025 من 5–7% إلى 2% فقط.

في الوقت نفسه، تكبّدت الشركة الأم فولكس واجن خسارة ضخمة في الأرباح بلغت 5.1 مليار يورو. ولا يمثل هذا التحول مجرد تعديل مالي، بل هو اعتراف فعلي من بورشه بأن جدولها الزمني الطموح للتحول الكهربائي كان غير واقعي ومكلفًا ماليًا.

سيتم الآن إطلاق الطراز الرائد K1 SUV، الذي كان من المفترض أن يكون كهربائيًا بالكامل ويتفوق على كايين، بمحركات بنزين فقط بعد التخلي الكامل عن منظومة الدفع الكهربائي التي وُعد بها سابقًا.

والأهم من ذلك، أن سيارات 718 بوكستر وكايمان الرياضية ستستمر بخيارات البنزين، في انعكاس كامل لتصريحات الشركة السابقة التي وعدت بالتحول الكامل إلى الكهرباء قبل نهاية هذا العقد. هذا القرار يعكس مخاوف حقيقية بشأن ضعف الطلب على السيارات الكهربائية.

عندما تواجه أسهم بورشه حقائق السوق

تبيّن أن وتيرة تبنّي السيارات الكهربائية الفاخرة أبطأ بكثير مما توقّعته الصناعة في الأسواق الكبرى. وقد ساهم تباطؤ الاقتصاد الصيني في تراجع مبيعات المركبات الفاخرة خلال الفصول الأخيرة. وأسهم بورشه عكست استياء المستثمرين الواسع من طريقة الإدارة في التعامل مع هذه المرحلة الانتقالية الحساسة.

قامت الشركة بتعديل توقعاتها نحو الانخفاض أربع مرات هذا العام فقط، وهو ما قوّض ثقة المستثمرين في قدرة الإدارة على التعامل مع تحولات الصناعة. وتزايدت المشكلات لدى كلٍّ من بورشه وفولكس واجن، ما دفع المساهمين إلى التشكيك في هيكل الإدارة الحالي.

ويقول المنتقدون إن دور أوليفر بلوم المزدوج على رأس الشركتين يخلق تحديات مستحيلة، إذ إن إدارة عملاقين في عالم السيارات خلال مرحلة ثورية غير مسبوقة ينطوي على مخاطر تشغيلية كبيرة. ويطرح المستثمرون علنًا تساؤلات حول ما إذا كان هذا الترتيب يخدم مصالح المساهمين فعلاً.

الخلاصة

لا يعني تعديل استراتيجية بورشه التخلي عن السيارات الكهربائية، بل هو اعتراف أكثر واقعية بظروف السوق الحالية. فالانتقال إلى الكهرباء يتطلّب جداول زمنية أطول ومرونة أكبر في أنظمة الدفع مقارنة بالتوقعات السابقة.

ولا تزال السيدان الكهربائية تايكان والنسخة الكهربائية من ماكان SUV جزءًا أساسيًا من خطط المنتجات. كما لا تزال نماذج كهربائية إضافية مقررة للإطلاق لاحقًا هذا العقد.

ومع ذلك، فإن هذا إعادة التوازن الاستراتيجية تأتي بتكاليف مالية فورية ضخمة، إذ يشير خفض الأرباح بمقدار 1.8 مليار يورو إلى الثمن الباهظ للأخطاء في توقيت السوق. ويواجه المستثمرون في أسهم بورشه الآن تساؤلات حول قدرة الإدارة على الموازنة بين إرث الأداء التقليدي ومتطلبات التنقل المستقبلي.

تعكس عثرة الشركة الفاخرة التحديات الأوسع التي تواجهها صناعة السيارات عمومًا بينما تحاول الشركات التكيّف مع اقتصاديات التحول الكهربائي.

ما رأيك في هبوط أسهم بورشه؟ شاركنا رأيك في التعليقات أدناه، وواصل متابعة مدونة عرب ويلز للمزيد من المحتوى مثل هذا.

Cars You Might Like

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.