افتتحت هيئة الطرق والمواصلات رسميًا مدرسة قيادة جديدة ومتطورة في دبي، ما يُعدّ نقلة نوعية في بنية تدريب السائقين في الإمارة. يجمع هذا المرفق بين التكنولوجيا المتقدمة والبرامج التدريبية الشاملة بهدف تعزيز السلامة على الطرقات في المدينة.
وتأتي أهمية هذا المشروع في ظل وصول عدد المركبات في دبي إلى 1.8 مليون مركبة في عام 2024، إلى جانب وجود حوالي 3.5 مليون سائق مسجل.
مرافق حديثة تغير مفهوم تدريب السائقين
تضم المدرسة الجديدة 15 غرفة محاكاة يمكن للطلاب من خلالها ممارسة سيناريوهات القيادة قبل النزول إلى الطريق. تحاكي هذه البيئات الرقمية الطرق الفعلية في دبي، وظروف المرور، والمخاطر المحتملة التي قد يواجهها السائقون.
ووفقًا لبيانات هيئة الطرق والمواصلات، فإن تدريب المحاكاة يُسهم في تقليل الأخطاء على الطريق بنسبة 32% بين السائقين الجدد. وتحتوي كل مركبة تدريب على أنظمة مراقبة ذكية تتابع أداء السائقين لحظيًا، مما يسمح للمدربين بتقديم الملاحظات الفورية ومساعدة الطلاب على تصحيح أخطائهم في الحال.
وتضم أسطول التدريب 120 مركبة مجهّزة بأحدث تقنيات السلامة وأنظمة صديقة للبيئة.
عملية إصدار الرخص تصبح أكثر كفاءة
تحتوي مدرسة القيادة في دبي أيضًا على مركز إصدار رخص، مما يُسهل العملية بالكامل. يمكن للمتقدمين إجراء اختبارات النظر، والاختبارات النظرية، والتقييمات العملية في موقع واحد. وقد أدخلت الهيئة نظام طوابير رقمي لتقليص أوقات الانتظار.
وتصل قدرة المركز إلى معالجة 1,500 طلب يوميًا، ما أدى إلى تقليص متوسط وقت الانتظار من 14 يومًا إلى 5 أيام فقط.
كما يمكن للطلاب حجز المواعيد من خلال تطبيق الهاتف أو الموقع الإلكتروني، واختيار الأوقات التي تناسب جدولهم الزمني.
وقال متحدث باسم هيئة الطرق والمواصلات: “نهدف إلى جعل عملية الحصول على الرخصة أكثر كفاءة، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة. هدفنا هو إعداد السائقين بشكل كامل للتعامل مع ظروف القيادة الفريدة في دبي”.
برامج تدريبية متخصصة
يوفر المرفق برامج تدريب مخصصة لفئات الرخص المختلفة. سواء كانت المركبات الخفيفة أو الشاحنات الثقيلة أو الدراجات النارية، يتبع المدربون برامج منظمة مصممة لكل نوع من أنواع المركبات. كما تقدم مدرسة القيادة في دبي دورات في القيادة الدفاعية لحاملي الرخص الحاليين.
تركز هذه البرامج على مهارات إدراك المخاطر وتقنيات الاستجابة في الحالات الطارئة، وهي مهارات ضرورية للتنقل على الطرق المزدحمة في دولة الإمارات. وقد أظهرت دراسة أجرتها الهيئة عام 2023 أن التدريب المتخصص قلل من معدلات الحوادث بين السائقين الجدد بنسبة 18% خلال عامهم الأول في القيادة.
ويمكن للسائقين الدوليين الاستفادة من برامج التحويل المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم، حيث تركز هذه الدورات على قوانين المرور وآداب القيادة الخاصة بدولة الإمارات، لمساعدة القادمين الجدد على التأقلم مع العادات المحلية على الطرق.
دمج التكنولوجيا الذكية
تضم الصفوف الذكية في المدرسة شاشات تفاعلية لتقديم دروس نظرية جذابة، كما يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التدريبية من خلال أجهزتهم الخاصة، مما يجعل عملية الدراسة أكثر سهولة. ويستخدم المرفق أدوات تقييم مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقييم مهارات القيادة العملية.
وهذا يضمن تقديم تغذية راجعة متسقة وموضوعية لجميع الطلاب، بغض النظر عن المدرب الذي يُشرف على التدريب.
الخلاصة
تمثل مدرسة القيادة الجديدة في دبي التزام هيئة الطرق والمواصلات بالسلامة على الطرق والتميز في الخدمات. ويُسهم هذا المرفق في رفع مستوى تدريب السائقين في الإمارة من خلال الجمع بين التكنولوجيا المبتكرة والتعليم المتخصص.
واستثمرت الهيئة 85 مليون درهم بهدف خفض معدل الوفيات المرورية في دبي إلى 1.5 لكل 100,000 نسمة بحلول عام 2026. هل زرت المرفق الجديد التابع لهيئة الطرق والمواصلات؟ شاركنا تجربتك في التعليقات وابقَ على اطلاع على أحدث أخبار السيارات من مدونة عرب ويلز.
